Surf Traffic Exchange

السبت، 27 أغسطس 2011

كارتر في حوار مع هاآرتس: عزلة إسرائيل تتزايد.. وأتمنى أن تعترف أمريكا بالدولة الفلسطينية في سبتمبر القادم

نقل \ نهال محمد
إسرائيل نقضت كامب ديفيد ولم تنفذ بنودها وأخشى أن تتحول المظاهرات لأعمال عنف بسبب تجاهل إسرائيل للاتفاقيات

القضية الفلسطينية على رأس أولويات الشعب المصري.. وشاهدت إنزال العلم الاسرائيلي وأنا قلق جدا من التطورات الأخيرة

أتوقع تصويت أكثر من 130 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح الدولة الفلسطينية


السادات كان ديكتاتورا ومبارك ديكتاتور لكني اعتقد أنه يمكن احترام الاتفاقيات التي وقعها الحكام الديكتاتوريين


بعد أكثر من ثلاثة عقود على توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل التي رعاها جيمي كارتر، شاهد الرئيس الأمريكي الأسبق خلال الأسبوع الجاري المصريين ينزلون علم إسرائيل من على السفارة في القاهرة. وفي 20 سبتمبر، بعد ثلاثة وثلاثين عاما على كامب ديفيد سيحتفل الرئيس الأمريكي التاسع والثلاثين باعتراف الجمعية العامة لأمم المتحدة بدولة فلسطين المستقلة على حدود 1967.

وفي كتابه الأخير “يوميات البيت الأبيض”، الذي صدر عام 2010، انتقد كارتر خليفتيه الديمقراطيان بيل كلينتون وباراك أوباما لتقاعسهما حيال إسراع إسرائيل ببناء المستوطنات. وكان كارتر اقترح في كتاب سابق “فلسطين: السلام وليس الفصل العنصري”،إطارا يشبه الصيغة التي حددها أوباما في خطابه في مايو : انسجاب إسرائيلي لحدود 1967 وتبادل للأراضي وحق العودة إلى دولة فلسطين فقط والتعويض المالي للاجئين.

ويعتقد بنيامين نتنياهو أن التفاوض مع الفلسطينيين ينبغي أن يتأجل حتى يتضح التوجه السياسي في مصر. وهنا يأتي السؤال:

قبل الحوار تتساءل هاآرتس ألا يوجد شيء ما منطقي في زعم اليمينيين الإسرائيليين بعدما شاهدوه من عداء من الشعب المصري تجاه إسرائيل، بخلاف التوترات السياسية في مصر وسوريا وليبيا وتونس والتي تبين منها أن إقامة السلام مع الطغاة أمر خطير؟

كارتر: أنور السادات كان ديكتاتور ومبارك كان ديكتاتور، إلا أن الاتفاق الذي وقعه السادات كان واحدا من أهم الاتفاقيات المستقرة التي تم التفاوض بشأنها وأعتقد أنه يمكن احترام الاتفاقية التي يوقعها ديكتاتور. كما أنني مقتنع بأن الناس في مصر وإسرائيل والقيادات يفهمون أهمية اتفاقية السلام، ونحن مصممون على الحفاظ عليه، ولا يوجد سبب يجعل أي طرف يندم على توقيع هذا الاتفاق.

وفي الوقت نفسه، أنا لا أنتقد حسابات نتنياهو، فإذا كنت رئيسا للوزراء كنت أيضا سأتمسك بالحذر، وإذا كنت إسرائيليا سأسعد بمشاهدة الديمقراطيات تصعد من حولي، وليس دولا يحكمها ديكتاتورات وبالتالي عرضة لمن يريدون تدمير بلدي. وأود أن نمد يد الصداقة، وإثبات أن الحرية والديمقراطية يمكن أن تصبح فاعلة بين الفلسطينيين، كما هو الحال مع الإسرائيليين. أنا دائما أنظر إلى إسرائيل باعتبارها نصيرا للديمقراطية والحرية، وفي أي وقت يختار بلد آخر هذه الأهداف، سأدعمه”.

- كيف كان شعورك عندما سمعت نبأ الحادث الذي وقع في سيناء [الاسبوع الماضي]، وحين رأيت الشاب المصري ينزل العلم من على سفارة إسرائيل في القاهرة؟

كارتر: أنا قلق جدا من أن تتحول المظاهرات إلى عنف وينهار اتفاق السلام مع مصر بعدما تعرض للتهديد خلال الأيام الأخيرة ، ولكن أعتقد أن القيادات في كل من إسرائيل ومصر تريد أن تستمر معاهدة السلام. وأعتقد أن ما حدث هو مؤشر على تغيير في موقف القيادة في مصر. لقد كان هناك اثنين من الاتفاقات المختلفة التي تفاوضت عليهما منذ 30 عاما: الأول هو معاهدة كامب ديفيد التي نصت على حكم ذاتي للفلسطينيين، والانسحاب من الأراضي المحتلة، وإنفاذ قرار الأمم المتحدة رقم 242، الذي تم تجاهله إلى حد كبير من الإسرائيليين حتى الآن.

أعتقد أنه بسبب رغبة مبارك في الحفاظ على اتفاق سلام مع إسرائيل [الاتفاق الثاني]، لم يتم التعامل مع القضية الفلسطينية باهتمام، إلا أن الشعب المصري كان دائما يؤمن بأن القضية الفلسطينية أكثر أهمية بكثير مما كان يتعامل معها مبارك، والآن هم يضغطون على الحكومة الجديدة مطالبين بأن تقبل إسرائيل مسئولياتها بموجب اتفاقات كامب ديفيد”.

- ألا يمكن القول بأن الولايات المتحدة، التي أشرفت على كامب ديفيد، لم تتحمل أيضا مسئوليتها؟

كارتر: لقد أنهيت فترة ولايتي، وخلفائي في البيت الأبيض لم يسهموا بالقدر الكافي لتشجيع إسرائيل على الوفاء بكل التزاماتها وفق الاتفاقيات، وأنا لا أعتقد أن الولايات المتحدة تقوم الآن بدور فعلي في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وكانت هذه الفجوة مملوءة جزئيا من القيادة المصرية وقادة آخرين، كما أن المبادرة الفلسطينية لطلب الاعتراف في الأمم المتحدة يشير إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تتحرك إلى الأمام، وتقترح الآن إطلاق المفاوضات على أساس تصريحات أوباما: القرار 242 وحدود عام 1967. إذا لم يحدث ذلك، سيكون هناك تصويت في الأمم المتحدة “.
وبعد ذلك سيستخدم الرئيس أوباما حق النقض في مجلس الأمن، إلا أن ذلك لن يحول دون تصويت في الجمعية العامة، وهذا ليس كثيرا. وأنا أفضل لو صوتت الولايات المتحدة لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية. لكنني لا أعتقد أن هذا سيحدث ويبدو أن ما لا يقل عن 130 دولة ستصوت في الجمعية العامة لصالح إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. ولا شك في أن هذا تغيير كبير في موقف كثير من الناس وآمل أن يراه الفلسطينيين باعتباره خطوة واحدة فقط ضمن عملية طويلة، وأن يواصلوا سياسة اللاعنف في نضالهم لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. أريد أن أرى السلام بين إسرائيل وفلسطين وسوريا ولبنان، مع حفظ جميع حقوق الإنسان الأساسية لكل سكان المنطقة “.

- في يناير 2006، عمل كارتر على رأس فريق من المراقبين الدوليين الذين راقبوا الانتخابات في الأراضي الفلسطينية. وفي ديسمبر 2008 ، قبل وقت قصير من قيام القوات الإسرائيلية بشن “عملية الرصاص المصبوب”، اجتمع في دمشق مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي حركة حماس. وقال كارتر لـ”هاارتس” في ذلك الوقت إن مشعل رفض اقتراح الإسرائيليين بوقف إطلاق النار، واتهم إسرائيل بحبس سكان قطاع غزة وزرع الكراهية التي تحولت إلى العنف. هل يعتزم مركز كارتر مراقبة الانتخابات المقبلة في الأراضي المحتلة؟

كارتر : “لم يقدم لنا الفلسطينيون أية دعوة لمراقبة الانتخابات المقبلة في فلسطين، وما إذا كانوا سيجرونها ولا موعدها. لكن قبل ذلك، علينا أن نرى ما يحدث لاتفاق التقارب، الذي واجه صعوبات في الآونة الأخيرة، وللأسف، لم يحقق الكثير من التقدم، ويرجع ذلك إلى المعارضة التي أبدتها إسرائيل والولايات المتحدة. لقد تناقشت مع البيت الأبيض ووزارة الخارجية حول إمكانية الاعتراف بالمصالحة، على أمل أن تعمها الولايات المتحدة. وفي حال سارت الأمور كما يفترض أن تكون وتم التوصل إلى اتفاق لإجراء الانتخابات، فسيساعد مركز كارتر. كما أننا سنراقب الانتخابات في تونس، ولكن مصر قررت عدم السماح للمراقبين الأجانب بمراقبة الاقتراع.
- فيما نتحدث الآن، يصفق الآلاف في القدس لجلين بيك، الذي جاء إلى هنا كزعيم لمجموعة من المسيحيين الصهاينة الذين يريدون التعبير عن الدعم لإسرائيل. كمسيحي، ما رأيك في هذا التحالف [المسيحية- إسرائيل]؟

كارتر: أنا لست من المعجبين بجلين بيك، ولا أعرف بالضبط ما الذي يمثله. فأغلب الناس المعتدلين في الولايات المتحدة يتعاملون معه باعتباره مزحة، وليس عندي شك في أن إسرائيل أصبحت في عزلة متزايدة. أرى عدد متزايد من الحكومات من أمريكا الجنوبية التي تدعم موقف الفلسطينيين، وأرى مشاعر مماثلة في أوروبا وأسمع عن هذا من الزملاء في مجموعة الحكماء. وتعلن المزيد والمزيد من البلدان عن قلقها الحقيقي إزاء محنة الفلسطينيين، وأنا لا أعتقد أن هذا كان الوضع قبل عامين، عندما تولى نتنياهو منصبه. وفي رأيي، فإن سياسته المتشددة وخطته للتوسع تخلق الشكوك داخل الكثير من الناس حول سياسة إسرائيل.

- لو كنت أبلغتك منذ 33 عاما أن صحفيا إسرائيليا سيسألك عام 2011 عن رأيك في احتلال الأراضي الفلسطينية، هل كنت ستظن أن هذا الصحفي مخدوع؟

كارتر: أتصور أنني كنت سأسأله عن أي احتلال ذلك الذي يسأل عنه، وسأجيب بأنني سأكون سعيدا لرؤية إسرائيل والفلسطينيين يعيشون جنبا الى جنب كدولتين ذات سيادة، لا أحد سيكون أكثر سعادة، وينبغي على إسرائيل أن تسحب قواتها العسكرية ووجودها السياسي من فلسطين، وتنفذ القرار 242، وهو ما وافقت عليه في كامب ديفيد. يجب أن تتذكر أن مناحيم بيجن وافق خطيا على ذلك وثم وافق الكنيست، والقضية الحاسمة الآن هي أن إسرائيل تريد الاحتفاظ بجزء كبير من الأراضي الفلسطينية.

- منذ عام، تمكنت من إقناع النظام الشيوعي في كوريا الشمالية منح عفو خاص لجوميز أيلون المواطن الأمريكي، كما بذلت جهودا لإطلاق شاليط. هل لديك أي شيء تقوله عن تلك الجهود؟

كارتر : إحدى دعواتي هي أن نرى شاليط حرا. وأنا شخصيا لم أكن خلال الأشهر الأربعة أو الخمسة الماضية على اتصال مع قيادات حماس، إلا أنهم يعرفون أن أمنيتي أن أرى شاليط حرا وأن أرى عدة آلاف من السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل أيضا أحرار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق