Surf Traffic Exchange

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

القذافي في ورطة كبيرة بعد كشف المستور حول حادثة "يو تي ايه"

نقل \ نهال محمد


بالتزامن مع إعلان الثوار عن طرد معظم عناصر كتائب القذافي من بلدة البريقة النفطية ، فاجأ وزير الخارجية الليبي السابق عبد الرحمن شلقم الجميع بتصريحات نارية حول الهجوم الذي استهدف طائرة "يو تي ايه" الفرنسية في 1989.

ففي 18 يوليو وخلال مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية ، قال شلقم :" الطائرة فجرتها الاستخبارات الليبية ، اعتقدوا أن محمد المقريف أحد زعماء المعارضة لنظام معمر القذافي موجود على متنها، وبعد تفجير الطائرة تبين أن المقريف ليس موجودا".
وأضاف شلقم أن هذا الهجوم تم تنفيذه من قبل مهندس الإلكترونيات سعيد راشيد الذي ينتمي لجهاز الاستخبارات الليبي .
ولم يكتف المسئول الليبي المنشق بما سبق ، بل إنه أكد أيضا أن عملية تفجير طائرة لوكيربي كانت ردا انتقاميا على الغارة التي نفذتها الطائرات الأمريكية على باب العزيزية عام 1986 ردا على هجوم ملهى "لا بيل جي" في برلين الغربية والذي راح ضحيته مواطنون أمريكيون.

وبالنظر إلى أن نظام القذافي لم يقر أبدا رسميا بمسئوليته عن الحادثين السابقين ، فإن تصريحات شلقم من شأنها أن تؤلب الرأي العام الغربي ضده أكثر وأكثر بل وقد تدفع الكونجرس الأمريكي للتراجع عن انتقاده لمشاركة أوباما في الضربات الجوية ضد نظام القذافي دون الحصول على إذن مسبق منه .

ولعل إلقاء نظرة على حادثي طائرتي "يو تي ايه" و"لوكيربي" قد يرجح أيضا صحة ما سبق ، فمعروف أن الطائرة الفرنسية "يو تي ايه دي سي 10" كانت تقوم برحلة بين برازافيل وباريس عبر انجمينا في 19 سبتمبر 1989 وسقطت في النيجر ، مما أسفر عن مقتل 170 شخصا بينهم 54 فرنسيا.
ووافق نظام القذافي في 2004 على دفع 170 مليون دولار تعويضات لأسر ضحايا الطائرة الفرنسية ، كما حكمت محكمة فرنسية في 2009 على ستة عملاء سريين ليبيين بالسجن المؤبد غيابيا بتهمة تنفيذ الهجوم ، ولذا يتوقع على نطاق واسع أن تضغط باريس على نظام القذافي أكثر وأكثر لتسليم الأشخاص الستة بعد تصريحات شلقم .
وبالنسبة لحادثة لوكيربي التي راح ضحيتها 270 شخصا عام 1988 واتهم الليبي عبد الباسط المقراحي بالوقوف وراءها وحكم عليه بالسجن في اسكتلندا إلى حين إطلاقه العام الماضي بصفقة بين جلاسكو وطرابلس بدعوى ظروفه الصحية ، فإنه يتوقع أيضا أن تستغل إدارة أوباما تصريحات شلقم في محاولاتها للحصول على دعم الكونجرس للمشاركة بفعالية أكثر في الضربات الجوية التي يشنها الناتو يوميا ضد كتائب القذافي .
ولعل التقرير الذي نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" في 18 يوليو يرجح أيضا صحة ما سبق ، فقد كشف أن بريطانيا طلبت من الولايات المتحدة تكثيف دعمها لمهمة الناتو في ليبيا .

ونقلت الصحيفة عن مسئولين بريطانيين القول إن وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس طلب من نظيره الأمريكي الجديد ليون بانيتا تقديم المزيد من المساعدة لمهمة الناتو في مجال الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة والتزود بالوقود جواً خلال مكالمة هاتفية.
وأشارت الصحيفة إلى أن فوكس كان اتهم الدول الأعضاء في حلف الأطلسي بعدم القيام بما يكفي لدعم مهمات الناتو العسكرية ومن ضمنها الحملة في ليبيا ، موضحة أن الطلب البريطاني يجعل إدارة الرئيس باراك أوباما تواجه خياراً بين إغضاب حليفتها لندن أو إغضاب الكونجرس الأمريكي والذي شكك مؤخرا في جدوى مهمة الناتو في ليبيا .
تصريحات لافروف






ورغم أن واشنطن لم تعلق رسميا على الطلب البريطاني ، إلا أن تصريحات شلقم يبدو أنها جاءت في الوقت المناسب لتنقذ إدارة أوباما من الورطة السابقة ، بل ومن شأنها أن تحرج روسيا أيضا .

وكانت روسيا أعلنت في 18 يوليو أنها لا تعتزم الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كسلطة رسمية في ليبيا لكنها ستعتبره شريكا في المفاوضات ووجهت انتقادات للولايات المتحدة ودول أخرى اعترفت بالمجلس كحكومة شرعية لليبيا ، قائلة :"إن ذلك يرقى لانحياز في حرب أهلية".
ونقلت قناة "الجزيرة" عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف القول في هذا الصدد :" إن من يعلنون الاعتراف ينحازون تماما إلى تيار سياسي واحد في حرب أهلية".
واعتبر لافروف المؤيدين لمثل هذا القرار أنصارا لسياسة العزل التي تستهدف المناطق التي تمثل النظام الليبي ، مشيرا إلى أن موسكو على اتصال مع طرابلس ومع الثوار.
ورغم الموقف الروسي السابق ، إلا أن مسئولين أمريكيين أكدوا أن توسع الاعتراف الدبلوماسي بالمجلس الوطني يعد خطوة مهمة للإفراج عن أكثر من أربعة وثلاثين مليار دولار من الأموال الليبية المجمدة في الولايات المتحدة.
هذا بالإضافة إلى أنه من شأن تحرير بعض الأرصدة الليبية في الخارج التي تقدر بنحو مائة وستين مليار دولار أن تحل الضائقة المالية للمجلس الانتقالي وأن تسد حاجات المناطق التي يسيطر عليها الثوار خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
والخلاصة أن تصريحات شلقم جاءت لتضاعف ورطة القذافي وتحرج حلفائه في الداخل والخارج أكثر وأكثر ، بل ومن شأنها أن تصب في النهاية في صالح الثوار في حال شاركت واشنطن بقوة في غارات الناتو الجوية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق