Surf Traffic Exchange

الخميس، 14 يوليو 2011

المجلس الوطني الانتقالي يوافق على أي مبادرة لحل الأزمة الليبية

نقل \ نهال محمد
قال مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي -القيادة السياسية للثوار الليبيين- إن المجلس سيوافق على أي مبادرة سياسية لحلحلة الأزمة الليبية، تتضمن تحقيق المطالب المشروعة التي كانت وراء قيام ثورة السابع عشر من فبراير، وفي مقدمها ترك القذافي وأبناؤه السلطة، واستبدال نظامه الديكتاتوري بآخر دستوري وديمقراطي.


وساد قلق في بنغازي، عاصمة الثوار، بعد أن عبرت فرنسا، أقوى حليف للمعارضة الليبية، عن نفاد صبرها، ودعت إلى مفاوضات لإيجاد حل سلمي للنزاع في ليبيا، مستبعدة أي حل عسكري، ومشددة على أن هدف الحملة العسكرية الغربية التي تشارك فيها ليس إسقاط عرش معمر القذافي "بدوي سرت"، الذي يحكم ليبيا منذ أكثر من اثنين وأربعين عاماً، والذي نصب نفسه خلال السنوات الأخيرة إماماً للمسلمين وملكاً لملوك إفريقيا وعميداً للرؤساء العرب.


وسيطر التوجه الجديد في الموقف الفرنسي الذي ذهب إلى ما هو أبعد من تخفيف حدة اللهجة تجاه القذافي، في وقت صعد فيه نجله سيف الإسلام النغمة ضد السياسة الفرنسية في ليبيا على النقاش العام في المدينة الثائرة، التي تنتظر زوال حكم القذافي بفارغ الصبر.


وحظيت تصريحات وزير الدفاع والخارجية الفرنسيين بتغطية واسعة في وسائل الإعلام التابعة للمعارضة، من صحف ومواقع إلكترونية ومحطات إذاعية وتلفزيونية.


وفيما أبدى مواطنون عاديون يساندون الثوار خشيتهم من أن تكون فرنسا بصدد التخلي عنهم -أي الثوار- وهم في منتصف الطريق بعد تهديدات أطلقها القذافي بشن هجمات إرهابية وسط أوربا رداً على قصف الناتو، حذر مراقبون يتابعون الشأن الليبي من أن تخلي دول حلف شمال الأطلسي عن التزامها المبدئي، بحماية المدنيين والمساعدة في إجبار القذافي على التنحي عن السلطة، قد يغرق ليبيا في حرب أهلية دامية وطويلة .

وقف فوري لإطلاق النار وسحب كتائب القذافي

ويناقش المجلس الوطني الانتقالي الليبي في اجتماع اليوم الأربعاء مقترحات تتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار، وسحب كتائب وقوات القذافي وإعادتها إلى ثكناتها، وتنحي القذافي عن السلطة، وإطلاق حوار وطني لإرساء نظام ديمقراطي في ليبيا.

ووردت هذه النقاط الأربع على أنها قد تشكل حلاً سلمياً مقبولاً في تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس، في ختام زيارة خاطفة للعاصمة الموريتانية نواكشوط، التقى خلالها الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، الذي يرأس لجنة كلفها الاتحاد الإفريقي بالملف الليبي.


واجتمع السفير الفرنسي في بنغازي مع فتحي البعجة، مسؤول الشؤون السياسية في المجلس الانتقالي، وناقش معه سبل إيجاد تسوية سياسية، كما التقى مطولاً مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس، الذي يواجه ضغوطاً من الشارع ومن قوى سياسية فاعلة ترفض أي تسوية توفر للقذافي ملاذاً آمناً، أو توفر له الحصانة من الملاحقة القضائية بعد صدور مذكرة توقيف دولية بحقه كمجرم حرب متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.


ويعارض سكان مصراتة، المدينة الساحلية التي شهدت مواجهات دامية قبل طرد كتائب القذافي منها، أي حل يعفي القذافي أو أعوانه من الملاحقة القضائية، كما أن الكثير من القيادات المعارضة في المناطق الشرقية وفي مدن الجبل الغربي تميل إلى حسم عسكري يؤدي إلى اعتقال القذافي ومحاكمته على "جرائم الاغتصاب والقتل الجماعية"، بحسب قولهم.

حلفاؤنا غير راضين تماماً عن أداء المجلس

وقال قيادي بارز في المعارضة -طلب عدم الكشف عن اسمه- لـ"العربية.نت" إن التصريحات الفرنسية تتضمن رسائل للمعارضة والرأي العام الفرنسي والدولي، وأن على المجلس أن يستوعب هذه الرسائل ويتعامل معها بسرعة".

وأضاف: "علينا أن نعترف أن حلفائنا غير راضين تماماً عن أداء المجلس، ويضغطون أيضاً لتحريك العملية السياسية عندما نجحنا في إقناعهم بقدرتنا على إدارة هذه العملية عبر احتواء جميع مكونات الشعب الليبي داخل ثورتنا، وعلى فرض الاستقرار السياسي والأمني مباشرة بعد سقوط القذافي، وسيتغير الوضع بشكل سريع، يجب أن نظهر لهم أنه بإمكاننا فعلاً ملء الفراغ الأمني والسياسي الذي قد ينجم عن انهيار وشيك لنظام القذافي".


وشدد المعارض الليبي على أن أي تغيير غير إيجابي لم يطرأ على الموقف الفرنسي، وأوضح قائلاً: "إنهم يطلقون تصريحات ويثيرون بعض الجدل، لكن في الكواليس يقولون لنا عندما تتقدمون على الأرض وتحققون مكاسب ميدانية وتنجحون في الحفاظ عليها نحن من ورائكم".


وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان التوجه الدولي الحالي لفرض حل سلمي للقتال بين قوات المعارضة والكتائب الموالية للقذافي يعني استمرار الجمود في الجبهة الشرقية أسابيع أخرى ربما، والتهدئة في الجبهات الغربية التي تشهد تسخينا منذ أيام؛ كشف قيادي آخر بارز من المعارضة لـ"العربية.نت" عن تخطيط قوات الثوار للقيام بهجوم واسع في الجبهة الشرقية لتقوية موقفهم التفاوضي.


وأضاف: "سيكون وضعنا أفضل لو تمكنا من استعادة البريقة وبقية مدن المثلث النفطي، وإذا تقدمنا أكثر أيضاً في الجبهة الغربية نحو العاصمة طرابلس، علينا أن نجعل حلفائنا يراهنون علينا كحصان رابح في هذه المعركة، وأن نملي شروطنا"، على حد قوله.

ملامح لمبادرة أمريكية أوربية

ويقول أعضاء في المجلس الانتقالي الليبي إن هناك ملامح لمبادرة أمريكية أوربية للسلام في ليبيا، قد يتم الكشف عن تفاصيلها والإعلان عنها في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا في إسطنبول خلال الأيام المقبلة. ويغادر وفد من المعارضة بنغازي اليوم الأربعاء للمشاركة في الاجتماع، ويضم محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي، إضافة إلى فتحي البعجة، مسؤول الشؤون السياسية، وإبراهيم الكوني، القنصل المنشق في مالي وعضو المجلس.

وفي تصريح لـ"العربية.نت" قال محمد العلاقي، عضو المجلس الانتقالي والقائم بأعمال وزير العدل، إنه لا يستبعد حلاً سياسياً لأزمة بلاده. وأضاف: "عندما يخضع القذافي ويقبل صاغراً ترك السلطة، يفتح ذلك المجال أمام حل سلمي وأمام حوار وطني يشارك فيه جميع الليبيين".

مخرج وملاذ آمن للقذافي

وبحسب مصادر في المعارضة الليبية، يبحث القذافي عن مخرج وملاذ آمن له ولعائلته بضمانات دولية، وتحدثت هذه المصادر عن رسائل نقلها الفرنسيون والروس تتحدث عن قبول القذافي التنحي عن السلطة واستعداده الإعلان في مؤتمر عام عن حل سلطته وعن تخليه عن قيادة الجيش، مقابل وقف فوري لإطلاق النار، وعدم ملاحقته أو أي من أفراد عائلته أمام القضاء الليبي أو الدولي.

ومن بين الدول المرشحة لاستضافة القذافي بيلاروسيا، التي يملك فيها بعض أبنائه استثمارات خاصة ضخمة، إضافة إلى صربيا وجنوب إفريقيا، فضلا عن موزبيق، التي قد يرحب رئيسها الديكتاتور وعدو الغرب اللدود روبرت موغابي، باستضافة القذافي الفار من ثورة شعبية، ومن حملة قصف غربية عنيفة في إحدى مزارعه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق